الاثنين، 29 ديسمبر 2008

-علاقته بالعمال



علاقته بالعمال :

لقد اصبح الفقيد من اشهر المقاولين فى مدينة صنعفى ، ومن هنا نشأت بينه وبين العمال العاملين معه علاقة متينة جدا ونسبة للوضع المعيشى العام فى ارتريا وصعوبة الحصول على عمل فقد كان معظم الشباب يهاجرون من الريف الى المدن بحثا عن العمل ، ومن هنا كان بيت الفقيد قبلة للباحثين عن العمل فى مدينة صنعفى فكثيرا ما كان يحدث ان استقبل شخصيا الكثير من اولئك القادمين الجدد فيسالوننى : هل هذا منزل الحاج محمد سعيد ؟ فاقول لهم : نعم ، فينتظرونه فى المنزل حتى يعود من عمله فيخبرونه انهم من طرف فلان بن فلان يبحثون عن فرصة للعمل ولا يعرفون احدا من سكان هذه المدينة فيبيتون ليلتهم معنا فى المنزل وربما ليالى ، وبعدها عليه ان يبحث لهم عن فرصة للعمل ، وعمله فى المقاولات كان يسهل عليه ايجاد فرصة لهم ، وهكذا كانت دفعات كثيرة تأتى وكان اغلب هؤلاء من شمال اثيوبيا المجاورة وبالتحديد من اقليم تجراي وقد كنت اجد معاناة كبيرة فى ان اقتنص فرصة للجلوس معه نسبة لكثرة هؤلاء العمال .

وقد كان اعلان نبأ رحيله صدمة كبيرة لكل هؤلاء العمال الذين رأو فى الفقيد الحضن الدافئ الذى آواهم وقدم اليهم الكثير والكثير فى زمن قل فيه اصحاب المروءة والشهامة فكان رحيله غصة تحشرجت فى حلوقهم ولعل اصدق ما يعبر عنهم وهم فى تلك اللحظة قول الشاعر :

رحل الذين سمو بنا فعليك يا دنيا السلام

من ياترى يهدى الورى فوج التحايا كالغمام

من يمنح القلب الكسير حضور ذاك الابتسام

رحل الرجال وهاهنا نبقى فيا دنيا حرام

من بعده الشمس ارتأت ابد المغيب ولا تلام