مسجد صنعفى :
استغرق بناء هذا المسجد 18 عاما من العام 1987-2005م وهو مسجد ساهم فيه كل المسلمين من سكان صنعفى فى الداخل والخارج وكانوا يأملون ان يروا المسجد مكتملا وكالعادة كان الفقيد احد اعضاء مجلس الاوقاف الاسلامى فى المدينة التى كانت تشرف على بناء هذا المسجد ، وكما ذكر احدهم ان الفقيد قال بعد اكتمال بناء المسجد " انقع تمسجد نبلنكه كنبوه ولا ربنادو نقا " " الحمد لله الذى وفقنا وشاهدنا اكتمال بناء المسجد بعد هذا لا بأس حتى لو قدم الموت " صدق الله فصدقه حيث لم يمكث بعده الا بضعة اشهر وانتقل بعدها الى الرفيق الاعلى .
مقبرة صنعفى :
تضررت المقبرة الرئيسية فى مدينة صنعفى بفعل السيول والامطار الغزيرة ولذلك كلفته لجنة مجلس الوقف الاسلامى بصنعفى الفقيد بمسئولية الاشراف على صيانة المقبرة لخبرته فى مجال مقاولات البناء وهكذا ابتدأ العمل فى صيانة المقبرة ، واكتملت صيانتها وكانت المفاجأة ان يكون الفقيد من اوائل من دفن فيها بعد اكتمال صيانتها وكما ذكر لى جمال الدين وهو احد الذين كانو يعملون فى صيانة المقبرة " عندما كنا نقوم بصيانة المقبرة كان الحاج محمد سعيد يقول لنا : مصيرنا هنا ونحن نعيش كاننا ابديون وننسى الآخرة : وهذا لعله كان احساسا ما كان يراوده باقتراب موعد ارتحاله عن الدنيا .
السفر الى السودان :
فى فترة الثمانينيات من القرن المنصرم كان الوالد بالمملكة العربية السعودية وقرر هو وصديقه الشيخ ابراهيم حاج عبدالله نتيجة لظروف حرب التحرير الطاحنة على ارض الوطن ان تهاجر الاسرتان الى السودان واوكل والدى المهمة الى السيد ابراهيم عبدالقادر - الشخصية التى لن تنساها الاسرة ابدا وهو الشاب الذى رحل وهو فى ريعان شبابه فيما بعد – واستأذنت الوالدة جدى صالح سليمان والد الفقيد وجدى حامد نافع فوافقا على الفكرة ولكن يبدو ان جدى حامد تراجع واقنع جدى صالح بعدم جدوى السفر قائلا " ان ابنائك كلهم فى الخارج واسرة محمد سعيد هى الوحيدة المتبقية معك فكيف تسمح لها بالسفر فمن الذى سيدفنك عند مماتك " فاقتنع جدى صالح بكلام جدى حامد فرفص السماح لنا فالغت الوالدة فكرة السفر الى السودان بينما اسرة الشيخ ابراهيم سافرت الى السودان وهى مستقرة الان فى مدينة كسلا ، ووصل الخبر الى الفقيد فى السعودية ولكنه كعادته لم يناقش الامر لان قرار والده هو القرار النهائى ولم يندم على خيار البقاء ابدا ومن الصدف الغريبة وكما تنبأ جدى حامد وافت جدى صالح المنية بعد عودة الفقيد من السعودية حيث فارقت جدى صالح روحه وهو فى حضن ابنه الفقيد محمد سعيد وحفيده اسماعيل ولم تمر فترة طويلة حتى وافت المنية جدى حامد ايضا رحمهما الله جميعا .
رمضان وخصوصية الشهر :
معلوم ان شهر رمضان يحتل مكانة خاصة من قلوب المسلمين عموما فليس بغريب ان يكون للوالد الفقيد نظاما خاصا فى هذا الشهر المقدس . يبدأ اليوم فى هذا الشهر عند الفقيد بتناول السحور ومن بعدها لا ينام حتى موعد اذان الفجر لانه كان من يتولى اداء الاذان فى المسجد ، وفى المساء وبعد صلاة التراويح كان صوته المميز الذى كان يرتفع فى ارجاء المدينة عبر مكبرات الصوت فى مسجد صنعفى الكبير بدعاء اصبح محفوظا لكل رواد المسجد حينما يلهج الفقيد بابتهالات تكرر اصداءها مآذن المسجد صوتا رحيما واداءا مترعا بالحنين الصوفى الرقيق مضفيا على الشهر قدسية وسكينة " الهى نسالك العفو والعافية والمعافاة الدائمة فى الدين والدنيا والفوز بالجنة والنجاة من النار " الفاتحة .
العيد وذكريات اهل صنعفى :
فى صبيحة العيد كان الفقيد يتولى قيادة فريق التكبير سواءا بتسجيل شريط لتكبيرات العيد يكرر باستمرار او تكبيره فى المسجد صبيحة يوم العيد وربما كان المشهد اوضح فى العيد الاول بعد وفاته جعل معظم المصلين يتذكرون الفقيد فى كل تكبيرة وكان تاثير ذلك على المصليات اوضح كما تروى لى الخالة فاطمة بان النسوة كدن ينتحبن فى الصلاة مع ان التكبيرات التى كانت تنطلق من الشريط لم تكن بصوت الفقيد ولكن صوته المميز كان هو الفقد الاكبر فى ذلك العيد فكانما كان صوته هو الذى يجهر بتلك التكبيرات وبصوته المميز " الله اكبر الله اكبر الله لااله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد "