الأحد، 27 يوليو 2008

اعلام ومواقف :

اعلام ومواقف :

جدى صالح سليمان :

كان رجلا يمتاز بالصرامة الشديدة وكان معروفا لدى اهل المنطقة وكغيره كان احد جنود الاحتلال الايطالى واكتسب خبرة عسكرية لا بأس بها ومما يعرف عنه انه شديد الولع بالنظافة نفسه وملبسه وحتي العكاز الذي كان يحمله فى يده يلبسها جلدا مزخرفا وهو العكاز الذى جعل شقيقى اسماعيل يقرر الاحتفاظ بها لزخرفتها بعد وفاة جدى .. ومما يذكره اهل صنعفى عن هذا الرجل انه لم يقف يوما قط ضد اي احد فى مشاكل الاراضى الزراعية التى كانت منتشرة حينها .

جدى حامد نافع :

وهو ايضا كان جيدا سابقا فى الجيش الايطالي كان يسكن قرية (القرب) وكغيره من ابناء جيله كان صارما يمتاز بالثقافة العالية كان يكتب العرائض الخاصة بالاراضى باللغة الايطالية ثم يترجمه له صديقه تكئى حروى الذى كان يمتلك محل للتصوير الفوتوغرافى وكتابة العرائض ، وعمل جدى قاضيا فى ارافلى فى فترة من الزمن ويعرف ب " حامد عاقة " وهو اسم مشهور فى تلك المناطق .

الخال محمود حـامــــد :

كان الخال محمود شخصية محورية فى منطقة "سروس" بسبب تفانيه واخلاصه وكان فى السابق جنديا فى الثورة الارترية وتركها عندما اندلعت الحرب الاهلية بين الثوار واتجه الى الحياة المدنية وكما اسلفت وصل الى المستشفى قبل رحيل والدى بنصف ساعة تقريبا وهو يعانى من مرض فى ساقه وفى يوم الدفن قرر الاطباء نقله الى اسمرا فورا بسيارة اسعاف فكان لا بد ان يرافقه احد وهنا كانت الاسرة فى وضع قاس جثمان لم يدفن ومريض يجب نقله الى العاصمة فورا ، ونقل المريض الى العاصمة مع من كان يرافقه وفى العاصمة تحسنت حالته قليلا مما جعل الاطباء يقررون نقله الى مستشفى عدي قيح ، وبعد معاناة مع المرض تكرر السيناريو مرة اخرى وبعد اربعة اشهر وثلاثة ايام فقط من رحيل الوالد – رحمه الله – لحق به الخال وانسحب من هذه الحياة بكل هدوء - رحمهما الله ولم تستطع الوالدة ان تلتقى باخيها قبل ان يرحل ليكون مصابها جلل فبينما كانت تحاول النهوض من هول كارثة رحيل الوالد اذا باخيها يبدأ صفحة جديدة من الاحزان لم تكن طويت بعد ، وهكذا تضاعفت المصيبة علي الاسرة ولكن رضخوا لارادة الله ... فارادة الله فوق كل شيئ .

ابراهيم عمردين :

كان الفقيد فى المملكة العربية السعودية فى منتصف الثمانينيات والتى شهد القرن الافريقى فيها موجات مجاعة واسعة النطاق وبدورها كادت الحياة ان تتوقف فى صنعفى حيث انعدمت المواد الغذائية ووصلت الى درجة بالغة الخطورة ، واذكر جيدا في تلك المرحلة ان اخى ابراهيم كان يمتلك ساعة يد شخصية فاضطر لبيعها تحت هذه الظروف العصيبة واستطاع ان يشترى بثمنها كمية بسيطة من القمح ، وكانت هذه الظروف كفيلة بجعله يفكر في مغادرة مدينة صنعفى فهاجر الى المملكة العربية السعودية عن طريق جيبوتى في مغامرة مات كثير من اعضائها اذ ابتلعتهم الصحراء- ولعل التاريخ يعيد نفسه الان فى صحراء ليبيا - ووصل البعض فى النهاية الى جيبوتى ومنها اتجه الى السعودية قبل ان يعود مرة اخري الي ارتريا ليستقر فيها.

سراج محمد سعيد:

استاذ سراج كما يحلو لسكان مدينة صنعفى ان ينادوه توفيت والدته وهو مازال طفلا رضيعا فكفلته عمتى زهرة صالح وتربى على يديها وكانت احدى امنياتها ان تراه قبل ان ترحل عن دنيانا ووفقت فى ذلك .

كان سراج طالبا فى الثانوية فى مدرسة الجالية العربية باسمرا عندما ترك الدراسة وجاء الى صنعفى وبدأ التدريس بالمعهد الدينى الاسلامى بصنعفى وساهم مع زملائه الاخرين فى نهضة المعهد فى تلك الفترة ، حيث كانت المناشط الرياضية والثقافية زاخرة لدرجة كادت ان تنافس المدرسة الحكومية انذاك ، وكان يوم ان قرر سراج الرحيل والهجرة يوما حزينا على الطلاب ، وهم محقين فى ذلك للارتباط الشديد بينه وبين طلاب المعهد وكل العاملين به ، وحاول مدير المعهد التدخل لإثناء سراج من الرحيل ولكنه لم يفلح وكذلك حاول الوالد – رحمه الله – ولم يكن بطبيعته يلح فى إثناء احد وخاصة فى السفر واصر سراج على الرحيل ورحل الى السودان ثم بلاد الشام واثيوبيا ثم اليمن والذي استقر به ولا يزال حتي الان.

عند رجوعه الى صنعفى مرة اخرى بعد غياب دام 17 عاما وعندما ذكرت له اللافتة التى ما تزال تزين المعهد باسم " المعهد الدينى الاسلامى بصنعفى " قال لى لا اذكرها مع انه هو الذى كتبها ومازالت كما هي مع بعض التغييرات الطفيفة وتقف شاهدة على الفترة الذهبية على المعهد .